من هو لقمان الحكيم؟
لقمان الحكيم هو عبدا صالحا من عباد الله تعالى، نوبيا من سودان مصر.
آتاه الله الحكمة وهى الفقة فى الدين، وسلامة العقل ،والإصابة فى القول ،فقد كان حكيما وليا تناقل الناس حكمتة حتى وصلت إلى العرب.
عاصر لقمان سيدنا داود علية السلام،وكان عندة وهو يسرد الدرع، فجعل يفتلة هكذا بيدة، فجعل لقمان يتعجب ويريد أن يسألة عن فائدتة وتمنعة حكمتة أن يسألة فلما فرغ منها صبها على نفسة فقال: نعم درع الحرب هذة .
فعرف لقمان أنها درع الحرب .
فقال لقمان: الصمت من الحكمة وقليل فاعلة، كنت أريد أن أسألك فسكت حتى كفيت .
وهذا دليل على حكمتة وصبرة على المعرفة.
يقول الله تعالى فى سورة لقمان (١٢)
(ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غنى حميد(١٢).)
ذكره الله تعالى فى القرآن الكريم، ورزقة الحكمة ومن رزق الحكمة فقد رزق الخير الكثير وكان مقدر هذة النعمة، ومن الشاكرين لله على هذا النعمة العظيمة.
وصايا لقمان لابنة.
يقول الله تعالى فى سورة لقمان(١٣)
(واذا قال لقمان لابنه وهو يعظه يابنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم (١٣).)
١/عدم الشرك بالله.
أول ما نصح به لقمان إبنة وهو يعظه عدم الشرك بالله فحذره من الشرك لأنه ظلم عظيم للنفس يحبط به أعمال الإنسان مهما كان فيها خير، فالمشرك بالله حرم نفسه من مغفرة الله ورحمته فالله سبحانه وتعالى غنى عن العالمين.
الشرك أعظم الكبائر وأبشعها عند الله ،والتوحيد بالله هو المنجى الوحيد للإنسان فما أعظم أمر التوحيد!
ابن لقمان مؤمن بالله ولكنه خشى علية أن يضل بعده فحذرة من الشرك بالله وأمره بالتوحد.
٢/الوصية بالوالدين.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة لقمان (١٥:١٤)
(ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك إلى المصير (١٤) وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنت تعملون(١٥).)
وصى لقمان الحكيم إبنه بالبر بالوالدين ،ولم تكن مجرد موعظة لإبنة ولكنها كانت أمرا من الله تعالى فجعل البر بهما بعد النهى عن الشرك مباشرة .
قال الله تعالى فى سورة الإسراء(٢٣)
(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)
وهذا دليل على تعظيم مكانتهم وتكريما لهم،فالشكر لله أولا ثم الوالدين.
البر بكل أب وأم وإن كانوا مشركين بالله أو إحداهما مشرك ،فأمرنا الله بالصبر عليهم ومصاحبتهم فى الدنيا والإحسان إليهم.
ولكن عدم طاعتهم فى معصية الله فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق.
ونجد أن لقمان كان متواضعا فى نصحه لابنه فقدم الأم على نفسه لما تحمله من مشقة فى الحمل والولادة وآلام الفطام .
فحمل الأم يكون ضعفا على ضعف وحمله وفطامه فى عامين ،فالطاعة لله ثم الوالدين دون معصية الله ، واتبع طريق من تاب وآمن فإلى الله مرجعكم بخبركم بما كنت تعملون ويجازى
كل عن عمله.
٣/الله رقيب على أعمالنا.
يقول الله تعالى فى سورة لقمان (١٦)
(يابنى إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السماوات أو فى الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير(١٦).)
وبعد أن نصح لقمان أبنه بعدم الشرك والشكر لله وللوالدين، ناداه بكل رحمة من أب لأبنه يخشى علية ويريد أن يشعرة بمدى مراقبة الله لنا وأعمالنا حتى يصل إلى أعلى درجات الخوف من الله والتقوى لعلمه أن الله يراه.
فقال له :يابنى يجب أن تعلم جيدا أن ما تفعله من خير أو شر حتى وإن كان قدر حبة خردل وهى متناهية فى الصغر، سواء فى باطن جبل أو فى أى مكان فى السماوات والأرض فالله يأتى بها يوم القيامة يحاسب عليها، فالله تعالى لطيف بعباده خبير بأعمالهم وهذا يجعل الإنسان دائما حريصا يفكر جيدا قبل أى عمل يقوم به لأنه سيسأل علية يوم القيامة .
أيا كان صغر هذا العمل سواء عمل صالح أو غير ذلك.
فالله يسمع ويرى ويعلم دقائق الأمور ،فعلينا أن نتبع الطريق المستقيم فى اى عمل نقوم به لأن الله سيحاسبنا على أعمالنا.
٤/وصية لقمان لابنة بالصلاة والأمر بالمعروف.
يقول الله تعالى فى كتابة الكريم فى سورة لقمان (١٧)
(يابنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر وأصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور(١٧).)
الصلاة من أعظم العبادات عند الله لذلك ينصح لقمان أبنه بأن يؤدى الصلاه ويحافظ عليها ،فهى عماد الدين والصلة بين العبد وربه ،فيها يدعو العبد الله ويذكره ويمتنع عن الشهوات.
فيها زكاة للجسد ونتوجه أثناء الصلاة إلى الكعبة .
فالصلاة عبادة لا تسقط عن الإنسان أبدا يمكن أن يصلي واقفا أو جالسا أو بعينة إذا كان مريضا لا يستطيع القيام للصلاة ،فهى لا تسقط إلا بغياب العقل أو موت الإنسان.
وبعد قيام الإنسان بالصلاة ،عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بلين وحكمة حسب استطاعتة ،والصبر على الأذى مقابل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فذلك من عزم الأمور التى ينبغى أن نحرص عليها.
آخر ما وصى لقمان أبنه .
ولأنه يريد بابنة الخير ،وأن يكون قدوة للناس بحسن أخلاقة وحكمته،فنصحه بالتواضع ونهاه عن الكبر وتصعير خدة وهو إماله الوجه عند الحديث مع الآخرين تكبرا وأحتقارا لهم فهذة عادة المتكبرين .
أما التواضع فمن صفات العظماء الأسوياء فالله لا يحب كل متكبر بنفسه أو قوته.
وأمره أيضا بالقصد فى المشى دون تمايل أو تفاخر على الناس فهذة من صفات عباد الله الصالحين العقلاء .
وخفض الصوت دليل على الأدب والثقة فى النفس وصدق الحديث، فشبه الصوت العالى بصوت الحمير، وذلك لقيحه وبشاعتة فالحمير معروفة ببلادتها وأصواتها المرتفعة
يقول الله تعالى فى سورة لقمان (١٩:١٨)
(ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور(١٨) واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير(١٩).)