داوود علية السلام

داود علية السلام


 داود علية السلام.

بدأت معركة طالوت وجالوت،وكان من عادة الحروب قديما أن يخرج مقاتل من الجيشين يحارب أولا قبل بدء المعركة،والذى خرج من جيش جالوت هو جالوت نفسة وكان قوى مهيب لا أحد يقوى على قتاله.
وطلب طالوت من جيشة أن يخرج أحدهم لقتال جالوت، وكرر السؤال أكثر من مرة ولم أحد يستجيب إلا شاب كان أصغرهم سنا وقليل القوة الجسدية ،لكنة أكثرهم إيمانا وثقة باللة .
هذا الشاب كان داود علية السلام خرج لقتال جالوت وكان سلاحة عبارة عن (مقلاع) وهى أداة يضع فيها الأحجار ويقذفها على العدو،فأخذ المقلاع ووضع بها (٣أحجار)ثم أدارها فصارت الثلاثة حجر واحد ثم رمى بها جالوت ففلقت رأسة باذن الله.
وقتل داود علية السلام جالوت قائد الجيش قبل البدء فى الحرب وهزموهم بأمر الله .
ويعد الأنتصار العظيم تزوج داود علية السلام من أبنة طالوت وأصبح ملكا من بعدة ،ورجع الملك إلى ذرية يهوذا بن يعقوب فكان سيدنا داود علية السلام من نسل يهوذا ،وأجتمع الملك والنبوة فى داود وهذا ما لم يجمعة الله لأحد من الأنبياء إلا داود وولدة سليمان عليهما السلام ،فكان  من أعظم ملوك بنى إسرائيل واكثرهم عدلا.

معجزات داود علية السلام .

رزقة الله تعالى حسن الصوت فكانت تلاوتة للزبور يخشع لها القلوب وكان يتلوه ٧٠ صوتا (الزبور هو كتاب أنزلة علية الله وأوحاة إلية، به مواعظ وحكم تهدى النفوس، خالى من الأحكام ليس كالتوراة والأنجيل والقرآن الكريم الذى يحتوى على أحكام تحدد ماهو الحلال والحرام).
كان تسبيحة لله بمنتهى الخشوع حتى أن الجماد والطير يسبح معة بحمد اللة عند آخر النهار وأوله.
يقول الله تعالى فى سورة (ص:١٨)
(إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق).
حتى الطير كان يقف فى السماء يستمع إلى تسبيحة ويسبح معة الجبال بأمر الله.
(سورة الأنبياء:٧٩)
(وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين).
من الله تعالى على داود علية السلام بمعجزة خاصة به فألان له الحديد،كان فى يدة مثل الطين يشكلة كيفما شاء ولا يحتاج إلى نار أو مطرقة
يقول الله تعالى فى سورة سبأ:(١١:١٠)
(ولقد آتينا داوود منا فضلا ياجبال أوبى معه والطير وألنا له الحديد(١٠)أن اعمل سابغات وقدر فى السرد واعملوا صالحا إنى بما تعملون بصير(١١).)
، صنع منه الدروع اللازمة للحروب التى تحميهم من الرماح وضرب السيوف ،فكان يصنع الدروع ويأكل من عمل يدة بالرغم أنه ملك.
(يقول الله تعالى فى سورة الأنبياء:٨٠)
(علمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرين)
وكانت الدروع قبلة تصنع من ألواح من الصفائح تعلق على الكتف وتغطى اليدين فكانت ثقيلة على العظام تؤلمها.
فأرشدة الله إلى كيفية صنعها من الحديد وكانت على شكل حلقات مترابطة حلقة بداخلها الأخرى، تحمى الجسم وقت الحرب وتكون خفيفة على العظام ،فيقول الله تعالى (وقدر فى السرد)، بمعنى أنها كانت حلقات دقيقة فى حجمها بحيث لا يدق فيها المسمار فيفلق ولا تغلظة فيعظم يراعى أحكام المسامير وأماكنها بدقة.

سيدنا داود العبد الأواب.

وبالرغم من إنشغالة بالملك ،وصناعة الدروع إلا أنة كان شديد الإيمان بالله فقد كان من أحب القيام إلى الله قيام سيدنا داود علية السلام ،كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثة وينام سدسة ،كثير القيام وكثير الصيام أيضا، فكان يصوم يوماً ويفطر يوماً فكان أحب الصيام إلى الله صيام داود علية السلام.
فقد قال عنة رسول الله صلى الله علية وسلم (كان داود أعبد الناس).
يقول بن كثير رحمه الله ،لم يكن يمضى ساعة من أناء الليل وأطراف النهار إلا وأهل بيته فى عبادة ليلا ونهارا ولا زال بين صلاة وقيام وذكر دائم حتى صار هو الذى اثنى علية الله فقال (عبدنا) وتلك أسمى مراتب العبودية ولا سواها.
أثناء قيام داود علية السلام الليل جاءة شخصين دخلو علية المحراب ففزع منهم لكنهم طمأنوه، وأخبروه أن بينهم خصومة ويريدون أن يحكم بينهم .
(يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة ص:(٢٢:٢١)
(وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب (٢١)إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط(٢٢)).
وكانوا أخوين أحدهم يملك ٩٩ نعجة والآخر يملك نعجة واحدة ورغم هذا طلب من اخوة أن يعطية نعجتة الوحيدة التى يملكها وعزة فى الخطاب ، بمعنى أنه غلبة فى الكلام، وقيل غلبة فى سلطتة فلم يستطيع الرفض ولكنه غير راضى.
يقول الله تعالى فى سورة(ص:(٢٥:٢٣)
(إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة قال اكفلنيها وعزنى فى الخطاب(٢٣)قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناة فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب (٢٤) فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب (٢٥).)
فحكم داود علية السلام أن الأول ظلم الثانى وأخبرة أن هذا حال كثير من الشركاء يبغى القوى منهم على حق الشريك الضعيف إلا عدد قليل وهم الذين يؤمنون بالله ويعملون الصالحات  ،وكان حكمة بناء على ما سمعة من أحدهم دون الآخر وهذا خطأ لأنه بنى حكمة دون أن يسمع من الطرف الأخر.
ولأنه كثير الرجوع إلى الله شعر بأنه أساء التصرف فسارع بالتوبة والاستغفار فتاب الله علية وغفر له.
ويقال أن الخصمان كانوا ملائكة أرسلهم الله على شكل بشر اختبارا له ، والله سبحانه وتعالى اعلى واعلم .

الحكمة وفصل الخطاب.

تمتع داود علية السلام بالحكمة والعدل والفصل بين المتخاصمين بطريقة مقنعة لا تحتاج لتفسير بعدها ،فكلامة كان فاصل بين الحق والباطل.
(يقول الله تعالى فى ص:٢٠)
(وشددنا ملكة وآتيناة الحكمة وفصل الخطاب)

جاء رجلين إلى داود عليةالسلام ليفصل بينهم،أدعى أحدهم على الأخر أنه سرق نعجتة ،وأنكر الآخر وأصر على إنكارة، أجل داود علية السلام الحكم إلى اليوم التالى ودعا الله أن يرشدة إلى الحق.
فأوحى الله له بقتل المدعى(المسروق)تعجب الجميع لأن كيف يحكم بالقتل على المسروق؟ حتى لو أتهم الآخر بالباطل لا يكون جزاءة القتل.
ولكن داود علية السلام أستجاب لأمر الله .
فقال لة... إن الله أوحى إلى أن أقتلك .
فقال له الرجل .... يانبى الله.... إنى محق فيما أدعيت، ولكنى قتلت أباة من قبل ولا أحد يعلم .
يقول الله تعالى (وشددنا ملكة).

بمعنى أن عظم أمر داود علية السلام فى بنى إسرائيل وزاد ثقتهم فيه بعد أن جاء عدل الله على يدية ،فالمسروق كان قاتل لأبا السارق من قبل ولم يأخذ جزاءة، ولكن الله أراد أن ينفذ العدل.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة(ص:٢٦)
(ياداود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك على سبيل الله إن الذين يصلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (٢٦).)
هذا خطاب من الله تعالى مع داود ولكن المراد به ولاة الأمور أيضا فأمرهم الله بالعدل واتباع الحق، فقد كان داود علية السلام هو المقتدى به فى ذالك الزمان فى العدل وكثرة العبادة والتوبة إلى الله.

حياة داود علية السلام وكيفية موتة.

عندما استخرج الله ذرية آدم علية السلام من ظهره،فرأى فيهم الأنبياء عليهم السلام ورأى فيهم رجلا يزهر ،فقال...أى. رب من هذا؟.
قال ...هذا ابنك داود، قال:أى رب كم عمره؟
قال:ستون عاما. قال:أى رب زد فى عمره. قال:لا إلا أن أزيده من عمرك .
وكان عمر آدم علية السلام الف عام فزاده أربعين عاما فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت فقال:بقى من عمرى أربعون سنة ونسى آدم ما كان وهبة لداود علية السلام فاتمها الله لآدم علية السلام ألف سنة وداود علية السلام مائة سنة.
أما وفاته علية السلام.
قال رسول الله صلى الله علية وسلم.
(كان داود علية السلام فى غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أ حد حتى يرجع.قال:فخرج ذات يوم وغلقت الدار فأقبلت امرأتة تتطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت لمن فى البيت : من أين دخل هذا الرجل والدار. مغلقة،والله لتفضحن بداود فجاء داود فإذا الرجل قائم وسط الدار فقال له داود:من أنت؟ فقال: أنا الذى لا أهاب الملوك ولا أمنع من الحجاب .فقال داود :أنت والله إذن ملك الموت مرحبا بأمر الله .ثم مكث حتى قبضت روحه فلما غسل وكفن وفرغ من شأنه طلعت علية الشمس، فقال سليمان الطير: أظلى على داود .فأظلته الطير حتى أظلمت علية الارض فقال سليمان الطير :اقبضى جناحا )
.قال أبو هريرة :فطفق رسول الله صلى الله علية وسلم يرينا كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله صلى الله علية وسلم بيده،وغلبت علية يومئذ المضرحية)
وقال ابن كثير:إسناده جيد قوى ورجاله ثقات:ومعنى وغلبت علية يومئذ المضرحية.
أى وغلبت على التظليل علية المضرحية وهى الصقور الطوال الأجنحة.
فمن شدة حب الجميع لداود علية السلام تجمع الكل وقت حنازتة وكان الكل يسير فى الطريق، أمر سليمان علية السلام الطير فى السماء أن تظلهم من حر الشمس ،فأظلتهم الطيور حتى حجبت ضوء الشمس  وقل الهواء بسبب عددهم،فأمرهم سليمان علية السلام أن يقبضو جناحا واحدا أثناء طيرانهم، وكان مشهد مهيب عظيم.












1 تعليقات

أحدث أقدم