اين سكن قوم ثمود؟
سكن قوم ثمود منطقة اسمها (الحجر) فى المملكة العربية السعودية شمال المدينة المنورة.
جاء قوم ثمود بعد قوم عاد بمدة ليست ببعيدة ، فكانوا متأثرين بما حدث لقوم عاد، وكانوا موحدين باللة وبعدوا عن عبادة الأصنام، لكن مع مرور الوقت ومع طول الزمن.
بدأو ينحرفو ويضلو وفسدوا فى الارض،تشابهوا مع قوم عاد فى البيئة كانت بلادهم بها جبال وصخور أيضا، وتمسكوا ببناء القصور الفخمة والمبانى العظيمة مثل قوم عاد ،ولكن أعمارهم كانت طويلة جدا لدرجة أن الشخص منهم يبنى بيتة فيتهد البيت قبل مالشخص نفسة يتوفاة الله .
لذلك كانوا ينحتون من الجبال والصخور قصور ويشكلوها بالطريقة التى يريدونها، تمتعوا بالمهارة والذكاء، فعاش قوم ثمود فى رفاهية ونعم.
كانوا يبنوا قصور على السهول يعيشوا فيها فى الصيف ويبنوا بيوت فى الجبال والصخور يعيشوا فيها فى الشتاء.
تكذيب قوم ثمود لسيدنا صالح علية السلام.
يقول الحق سبحانه وتعالى .
(هود٦١) (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال ياقوم اعبدوا اللة ما لكم من إلة غيرة) فسيدنا صالح كان منهم وعايش معهم ليس بغريب عنهم ،على علم بصفاتة وأخلاقة ،فكان معروف عنة الصدق والأمانة ،دعاهم لعبادة اللة وطلب منهم ترك عبادة الأصنام لكنهم رفضوا.
وكان ردهم علية فى سورة (هود٦٢) (ياصالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا اتنهانا أن نعبد ما يعبد ءاباؤنا وإننا لفى شك مما تدعونا إلية مريب )
فقالوا له... نرى فيك كل صفات الخير ونراك عاقل وحكيم لما تنهانا عن عبادة اصنامنا ؟؟
يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة(الشعراء ١٥٣).
(قالوا إنما أنت من المسحرين) اتهموه أنه مسحور لانه يدعوهم لترك عبادة اصنامهم وعبادة الله وحدة.
بالتأكيد هذا الكلام غير صحيح و اتهامهم ليس لة دليل لأن لو هو فعلا مسحور ففى استطاعتهم أن يوقفوا هذا السحر ويبطلوة لو الذى فعلة واحد منهم.
وغير منطقى أن يكون أتباع سيدنا صالح هم من سحروه لأنهم بالتأكيد موافقين ومأيدين دعوتة ومؤمنين بة، فهذا ايضا كلام يرفضة العقل .
وتقول الآيات فى سورة (الشعراء ١٥٤) (ما أنت إلا بشر مثلنا) ولو كان الله سبحانة وتعالى أرسل ملكا من السماء رسول ، فكيف يستطيعوا التعامل معه وفهمه، وطبيعة البشر مختلفة عن طبيعة الملائكة وهذا كان مجرد كلام ليس له أى دليل قالوة لأنهم رافضين الايمان وترك عبادة الأصنام.
كان رد صالح علية السلام على قوم ثمود بالمنطق واللين فى سورة (هود٦٣).
(قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى وآتانى منة رحمة فمن ينصرنى من اللة إن عصيتة فما تزيدوننى غير تخسير)
قال لهم صالح علية السلام ....لو كنت على حق ما عذركم عند الله ومن ينجيكم من عذابة ؟وانتو تطلبو منى اترك دعوتكم لعبادتة.
ولو نفذت طلبكوا من ينصرنى من عذاب الله؟ فسوف أستمر فى دعوتكم لعبادة اللة فلن تزيدونى غير خسارة .
تكذديب قوم ثمود المرسلين
يقول اللة سبحانة وتعالى (الشعراء:١٠٥_١٠٨).
(كذبت ثمود المرسلين (١٠٥)إذ قال لهم اخوهم صالح ألا تتقون(١٠٦)إنى لكم رسول امين(١٠٧)فاتقوا اللة واطيعون) .
الله سبحانه وتعالى وصفهم بتكذيب جميع الرسل مع أنهم كذبوا نبيهم صالح علية السلام فقط، وهذا لأن جميع الرسل منهجهم واحد وهو عبادة اللة وحدة، فكل الرسل يدعون إلى التوحيد لكن الأختلاف يكون فى أختلاف العصور والبيئات ولهذا السبب لكل نبى معجزة تناسب عصرة وقومة.
معجزة صالح علية السلام وعقر الناقة
وبعد جدال كثير من الكفار وبعد دعوة صالح علية السلام باللين والعقل والحكمة، أصروا على كفرهم
ذكرنا من قبل أنهم كانوا يبنو بيوتهم من الجبال والصخور ويشكلوها، فطلبو منة معجزة ظنا منهم أنهم بهذةالطريقة يعجزوة عن تنفيذها، فينتهى عن دعوتهم لترك عبادة الأصنام.
والمعجزة كانت أنة يخرج من صخرة معينة ناقة بمواصفات معينة هم من يحددوها ،وتكون ناقة حامل فى شهرها العاشر.
دعا سيدنا صالح اللة سبحانة وتعالى فأستجاب لة وفعلا أهتزت الصخرة وانقسمت وخرج منها ناقة بالمواصفات التى طلبوها وحامل فى الشهر العاشر، فكانت معجزة بكل المقاييس وأختبار لهم فى ذات الوقت.
عندما تحققت المعجزة وخرجت الناقة أنقسموا فريقين فريق آمن بسيدنا صالح، وفريق أخر ظل على كفرة .
اخبرهم صالح علية السلام أنها ناقة اللة، ونسبها للة تشريف وتعظيم لها .
وطلب منهم يحافظوا عليها ولا أحد يؤذيها، وأخبرهم أنها ستأكل من أرض اللة الواسعة، فهى لن تقاسمهم فى طعامهم ،ولها شرب يوم كامل وهم شرب يوم كامل وكانت المعجزة الثانية، إن الناقة عندما تشرب فى اليوم المحدد لها كانت تعطيهم لبن بكمية المياه التى شربتها تكفيهم كلهم وتزيد.
كانت ناقة هادئة ومسالمة لا تؤذى أحد طبعها مختلف عن طبع النوق العادية ،كانت ناقة ضخمة مختلفة فى شكلها وبرها غير أى وبر أخر .
الكافرين كرهوا المعجزة وكرههم زاد لسيدنا صالح لأنها عاشت معهم.وخافوا أن عدد اكثر يؤمن بسيدنا صالح .
عقر الكافرين للناقة
حذر نبى اللة صالح علية السلام أنهم يمسوها بسوء أو يؤذوها وحذرهم من عقاب الله لهم ،لم يطلب منهم سوى انهم يتركوهاولا يؤذوها ، لكنهم أجمعوا وأتفقوا على قتلها هى وفصيلها .
كان سبب فكرة القتل إن لبنها يكفى المؤمنين فقط دون الكافرين .
فكان هناك إمراتين من قوم ثمود.
واحدة لديها مال كثير وصاحبة نسب أسمها( صدوق )كانت متزوحة من واحد من المؤمنين بدعوة سيدنا صالح فتركتةبسبب ايمانة وذهبت لإبن عم لها أسمة(مصدع)،عرضت علية أنها تتزوحة وتعطيه من مالها ما يشاء بشرط أن يقتل الناقة.
وواحدة تانية اسمها (عنيزة) كانت أمراة عجوز لها اربع بنات جمال جدا اتفقت مع شخص اسمة(قدار بن سالف)إنة يتزوج واحدة من بناتها لو قتل الناقة..... فى واللة اعلى واعلم.
هذان الأثنان كانوا أشقى وأشر القوم وهما من جملوا قتل الناقة فى نظر باقى القوم وبعدها أتبعهم سبع رجال فأصبحو التسعة المذكورون فى القرآن الكريم.
(سورة النمل ٤٨)(وكان فى المدينة تسعة رهط يفسدون فى الارض ولا يصلحون) هم تسعة ولكن قبل قتل الناقة أخذوا الموافقة من القوم بأكملة فكل قوم ثمود كان راضى وموافق على قتلها الكبير والصغير والرجال منهم والنساء .
فيعتبروا جميعا اشتركوا فى القتل وكلهم يستحقوا العقاب لكن الذى قتلها هو (قدار بن سالف).
فهاجموا الناقة ورماها (قدار بن سالف) بالرمح فى رجلها فلما وقعت على الأرض ضربوها بالسيف وبعدها ذبحوها.
عندما وقعت الناقة على الأرض، خرج منها رغاء شديد لتحذر فصيلها .
عندما سمع صوت أمة بكى ورغا ثلاث أصوات.
يقول اللة سبحانه وتعالى.
(كذبت ثمود بطغواها.إذ انبعث أشقائها.فقال لهم رسول اللة ناقة اللة وسقياها. فكذبوة فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها.ولا يخاف عقباها)(الشمس١١_١٥).
مصير فصيل الناقة
اختلفت الأقاويل فى مصير إبن الناقة.
بعض المفسرين قالوا.... إن فصيل الناقة هرب إلى الصخرة التسع رجال اتبعوة وقتلوة.
ورأى أخر قال ....إن الصخرة انقسمت ودخل فيها.
ورأى قال..... إن فصيل الناقة هو الدابة التى ستخرج آخر الزمان وتكون من علامات الساعة.... واللة تعالى اعلى واعلم .
عذاب اللة لقوم ثمود بالصيحة.
بعد قتل الناقة والتخلص من فصيلها دبروا لقتل صالح علية السلام .
يقول الحق سبحانة وتعالى فى (سورة النمل ٤٩)(قالوا تقاسموا باللة لنبيتنة وأهلة ثم لنقولن لولية ماشهدنا مهلك اهلة وإنا لصادقون).
فهم إتفقوا وعاهدوا بعضهم البعض وأقسموا بينهم أنهم يقتلوة سرا وبعدها ينكروا قتله وأنهم لا يعلمون شيئا.
عندما علم سيدنا صالح بموت الناقة غضب غضبا شديدا.
وبلغهم أن عذاب الله بعد( ٣ ايام ).فالتسع رجال ترصدوا لة وعرفوا مكانة ودخلوا علية ليقتلوة، لكن الله سبحانة وتعالى أرسل عليهم حجارة موتتهم فى الحال، ونجى اللة سيدنا صالح من مكرهم.
الله تعالى قادر أن يقتل جميع القوم وقت قتل الناقة ،لكن اللة أمهلهم ليذوقوا العذاب خلال ال٣ايام.
فعندما هلك التسع المفسدون، باقى القوم خافوا وحسوا بالرعب من تحذير سيدنا صالح فكان عذاب نفسى لهم قبل أن يكون عذاب مادى .
أول يوم وجوههم أصفرت واحمرت ثانى يوم واسودت فى اليوم الثالث،بعد مأمهلهم اللة ٣ايام كانوا متفرقين كل واحد موجود فى مكان ،لكن اللة نجى المؤمنين وأهلك الكافرين حتى من كان خارج البلد وقع علية العذاب .
ذكر الله سبحانة وتعالى طريقة هلاكهم فى القرآن الكريم ب(الصاعقة_الصيحة_الرجفة) وكلها بمعنى واحد وهى هزة قوية شديدة جدا بمعنى أن العذاب جائهم مفاجئ.
فالصاعقة كانت أصوات رعد قوية لدرجة أنها كانت تخترق القلوب من شدتها وقوتها ،أتتهم الصاعقة من السماء من فوقهم ومن تحتهم أصبحوا جاثمين انقطعت حركتهم تماما فكل منهم ثبت على الوضع الذى كان علية النائم ظل كماهو والواقف أخد نفس وضعة كل منهم ثبت على حالة وهيئتة .
فاضض أرواحهم وزهقت نفوسهم وأصبحوا فى دارهم جاثمين جثث بدون روح ولا حركة منازلهم خاوية كأنها لم تسكن من قبل ولم يكن فيها حياة الغنى والسعه والرزق الذى كانوا يتمتعوا به ،وهذا كان عقاب الله العادل على ما فعلوة .