صاحب الحوت.
يونس عليه السلام ، صاحب الحوت ، ذي النون هو النبي الصالح الذي ذكر في القرآن الكريم .
يونس عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل يرجع نسبه إلى بنيامين أحد أبناء يعقوب عليه السلام و أخو سيدنا يوسف الشقيق.
أرسله الله سبحانه وتعالى إلى مدينه (نينوى )في الموصل شمال العراق.
مثله كمثل جميع الأنبياء جاء لدعوه قومه إلى عباده الله وحده، وترك عباده الأصنام وأستمر في دعوتهم إلى الإيمان بالله سنين طويلة بجميع الأساليب والمحاولات ولكن دون جدوى، كذبوه ولم يؤمن قومة بدعوته لله.
خروج سيدنا يونس مغاضبا من قومه
شعر يونس عليه السلام بالحزن بسبب معارضة قومه له وعندما طال عليه ذلك الحال ،أمره الله بتحذيرهم وإعطائهم مهلة (ثلاثة أيام) وبعدها يقع عليهم العذاب الشديد، وفي خلال هذه الأيام خرج يونس عليه السلام مغاضبا من قومه.
النون... هو الحوت والمقصود بذي النون صاحب الحوت .
فقد خرج يونس عليه السلام مغاضبا، والفرق بين الغاضب والمغاضب... أن الغاضب لم يغضبه أحد، ولكنه غضبان من نفسه .
أما المغاضب ف سبب غضبه أشخاص آخرين هم الذين أغضبوه، لذلك خرج يونس علية السلام لأن قومه أغضبوه بسبب تمسكهم بكفرهم وتكذيبهم له فتركتهم وذهب.
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء:٧٨ (فظن أن لن نقدر عليه).
عندما تركهم يونس عليه السلام ظن أن الله لن يضيق عليه ويتعبه ،وأنه سيجد مكان آخر، وقوم آخرون يؤمنون ويطيعون الله.
ولكن الله سبحانه وتعالى أرسله إلى هؤلاء القوم بالتحديد وكان عليه أن يتحمل أذاهم ولا يتركهم.
(وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين (٨٧)فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين(٨٨))(سورة الأنبياء:٨٨،٨٧).ركوب يونس علية السلام السفينة.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة (الصافات:١٤٤،١٣٩)(وإن يونس لمن المرسلين(١٣٩) إذ أبق إلى الفلك المشحون(١٤٠) فساهم فكان من المدحضين (١٤١)فالتقمه الحوت وهو مليم (١٤٢)فلولا أنه كان من المسبحين(١٤٣) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون(١٤٤)).(فساهم فكان من المدحضين)(سورة الصافات:١٤١)خرج يونس عليه السلام ،وركب سفينه في البحر عندما أبحرت بدأت الريح تشتد ويعلو الموج وثقلت السفينة بسبب ما فيها.
فأحس من بداخلها بالخوف من الغرق، وألقوا البضائع لتخفيف حملها ولكن ظل الخطر كما هو.
فاتفقوا فيما بينهم .....أن من يقع عليه القرعة يلقوه في البحر من السفينة لتخفيف حملها، وبالفعل بدأت القرعة ووقعت على يونس عليه السلام ،ولكنهم رفضوا وأعادوها مره ثانيه ،وكان يونس عليه السلام هو من وقعت عليه القرعة في المرة الثانية أيضا ،فأعادوها للمرة الثالثة وكان يونس عليه السلام هو المقصود.
والمدحض.... هو المغلوب ،فكان يونس عليه السلام هو المغلوب الذي وقع عليه الاختيار في الثلاث مرات .
حين وقع علية الاختيار، فهم سيدنا يونس أنه أخطأ حينما غضب وترك قومه دون وحي من الله، ولم يدري أن الله سيعاقبه على استعجاله .
إلتقام الحوت ليونس علية السلام.
يقول الله تعالى في( سورة الصافات:١٤٢).(فألتقمه الحوت وهو مليم).ومعنى مليم هنا ....كثير اللوم على نفسه. ألتقمه الحوت ولم يكسر له عظاما ،ولا يأكل له لحما بإذن من الله سبحانه وتعالى، عندما حرك يونس علية السلام جوارحه وتحركت ادرك أنه مازال حي فسجد لله، وأكثر من التسبيح.
وردد يونس علية السلام قول (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).(فنادى في الظلمات أن لا إله إلا الله سبحانك اني كنت من الظالمين).
يقول الحق سبحانه وتعالى (سورة الصافات:١٤٣).(فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون)
فألقى يونس عليه السلام نفسه في البحر وهو يلوم نفسه و يعاتب نفسه على تصرفه بدون إذن من الله.
ظل يونس عليه السلام في بطن الحوت قيل... (٣ أيام) وقيل ...(٦ أيام) وقيل...( 40 يوما )والله أعلم وأعلى.
وطول مده بقائه في بطن الحوت ،كان يردد هذا الدعاء العظيم ولولا كثرة تسبيحه، وقوة إيمانه بالله، وتضرعه إلى الله لبقى إلى يوم القيامة في بطن الحوت.
فيونس عليه السلام لجأ إلى الله وهو في الكرب والشده وكان عبدا طائعا لله قبل ألتقام الحوت له.
(وأخبرنا الحبيب صلى الله علية وسلم....عن هذه الدعوة أن لم يدعو بها مسلم ربه في شيء إلا أستجاب الله له فهي ليست خاصة بيونس علية السلام فقط، ولكن الله ينجى كل من قالها من المؤمنين).
إلقاء الحوت ليونس علية السلام على الشاطئ.
يقول الله تعالى في (سورة الصافات:١٤٥).(فنبذناه بالعراء وهو سقيم).أوحى الله سبحانه وتعالى للحوت أن يلقى يونس علية السلام على الشاطئ، فرجع يونس علية السلام للحياة مرة أخرى ولكنة رجع ضعيف متعب ،جلده قد ذاب ، فكان من السهل أي شيء يؤذيه.
ولكن رحمة الله واسعة فأنبت سبحانه وتعالى شجرة اليقطين وهى القرع ......شجرة أوراقها كبيرة أستظل بورقها من حرارة الشمس.
سريعة الإنبات سهلة في أكلها يستطيع أن يأكلها بسهولة وهى نيئة.
لها رائحة طيبة تؤنس وحدته ومن خصائصها أنها طاردة للحشرات فلا تقترب منة حشرة ولا ذباب.
ظل على هذا الحال حتى استعاد صحته ، ثم أرسلة الله إلى قومة مرة أخرى ولكن كان هناك أمر في انتظاره لم يعلمه
إيمان قرية سيدنا يونس بأكملها.
يقول الله تعالى فى سورة آمن (يونس :٩٨).(فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنو كشفنا عنهم عذاب الخزي فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) .عندما خرج يونس علية السلام وترك قومه شعروا بالخوف عندما بدأت بوادر العذاب تحل بهم، وتذكروا عقاب الله للأمم السابقة وتحذير يونس عليه السلام من عذاب الله لهم.
عندما خرج يونس علية السلام وترك قومه لم يعلم بإيمان قومه وأن الله بدل حالهم من الكفر إلى الإيمان.
فتضرعوا إلى الله وتابوا وهدى الله قلوبهم فآمنوا جميعا.
وهى كانت القرية الوحيدة التي آمنت بالكامل لم يكن فيها كافرا واحدا، لا رجل ولا امرأة، لا كبير ولا صغير، إلا آمن بالله .
كل قوم وكان فيه مؤمنون وكافرون إلا قوم يونس علية السلام جميعهم مؤمنين فنفعهم إيمانهم وكشف الله عنهم العذاب، وعاش يونس علية السلام معهم حتى وفاته يرشدهم ويهديهم إلى الإيمان.
العبرة من قصة سيدنا يونس.
فى كل قصة من قصص أنبياء الله عبرة ودرس لنا، علينا أن نتعلمه ونقتدى بهم .
تعلمنا من قصة صاحب الحوت..... أن نصبر ولا نيأس مهما طالت المدة فالله قادر أن يغير كل شيء في لحظة ،فالقرية بأكملها آمنت وتحولت من الكفر إلى الإيمان بأمر من الله وحده فالله تعالى يقول للشيء كن فيكون.
أن نلجأ إلى الله في أوقات الشدة والكرب، فالله ينجى المؤمنين ،يونس عليه السلام كان في ثلاث ظلمات ،ظلمة البحر...وظلمة بطن الحوت ....وظلمه الليل ونجاة الله بكثرة التسبيح والتضرع إلى الله.
نتقرب دائما لله بالأعمال الصالحة لعل عمل واحد يفك لنا كربة ويزيل عنا هما، فيونس علية السلام كان عابدا لله في الرخاء قبل الشدة.