ذوالقرنين وبناء السد

 



من هو ذو القرنين؟

يقول الله سبحانة وتعالى فى سورة الكهف(٨٥:٨٣).
(ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا(٨٣)إنا مكنا له فى الأرض وآتيناه من كل شئ سببا(٨٤) فأتبع سببا(٨٥).
ذى القرنين.... هو ملك مؤمن بالله صالح يحكم بالعدل مكنة الله سبحانة وتعالى فى الأرض، ويسر له أسباب التمكين مثل العلم والقدرة على التصرف،فأخذ بالأسباب وتوكل على الله ، فطاف فى الأرض ينشر دين الله بالقوة والعدل حتى بلغ مغرب الشمس ومشرقها.

رحلة ذو القرنين إلى مغرب الشمس.

يقول الحق فى سورة الكهف(٨٨:٨٦)
(حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب أو تتخذ فيهم حسنا(٨٦) قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا (٨٧) وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا (٨٨) )
طاف ذى القرنين الأرض لينشر دين الله حتى وصل إلى المكان الذى لا أحد يستطيع الوصول إلى أبعد منه عند بحر ، حيث يرى أن مغرب الشمس يكون من هذا المكان، فمن ينظر إلي البحر يظن أن الشمس تشرق وتغرب فية، ومشهد الغروب يهئ للناظر أن الشمس حمئة وهو (الطين الاسود).
 وجد ذو القرنين عندها قوما غير مؤمنين بالله ،فخيرة الله أن يعذبهم أو يتخذ فيهم حسنا، فأتبع ذو القرنين العدل، بحيث أن من أستمر على كفرة بالله سيعذبة ويأخذ جزاءة فى الدنيا ثم يرد إلى الله تعالى يوم القيامة ويعذبة عذابا شديدا على كفرة بالله ،ومن يؤمن بالله تعالى سيجازى على إيمانة وله جزاء الجنة  من الله، وهذا ما ذكرة القرءان الكريم لنا عن رحله ذو القرنين إلى مغرب الشمس.
يقول الله سبحانة وتعالى فى سورة الكهف(٩٢:٨٩)
(ثم اتبع سببا(٨٩)حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا (٩٠) كذلك وقد أحطنا بما لدية خبرا (٩١) ثم اتبع سببا (٩٢) 

رحلة ذو القرنين إلى مشرق الشمس.

ثم رجع ذو القرنين إلى المشرق واتبع الأسباب التى أعطاه الله إياها، فلما وصل إلى مشرق الشمس وجد قوم فى هذا المكان ، ولنا أن نتخيل كم تكون درجه الحرارة فى هذا المكان الذى تشرق منه الشمس، فسكانها لا يتحملون شدة توهج الشمس وحرارتها فهى من أكثر المناطق حرارة فى العالم، فتحترق أبنيتهم من شدة لهيب الشمس(لم نجعل لهم من دونها سترا)
فهم ليس لهم بناء يسترهم ولا أشجار يستظلو بها من الشمس لذلك كانوا يعيشون فى أسراب داخل الكهوف تحميهم من الشمس ،(كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا (٩١)يقول الله تعالى وقد أحاط علمنا بما عندة من الخير والأسباب العظيمة حيثما توجه سار ذو القرنين آخذا بالاسباب التى منحها الله له .

من هم مأجوج ويأجوج؟

يقول الله سبحانة وتعالى فى سورة الكهف (٩٨:٩٣)
(حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهم قوما لا يكادون يفقهون قولا(٩٣)قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا (٩٤)قال ما مكنى فية ربى خير فأعينونى بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما (٩٥)ءاتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعلة نارا قال ءاتونى أفرغ عليه قطرا(٩٦) فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا(٩٧)قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى حقا(٩٨). 
وصل ذى القرنين إلى مكان ما بين الجبلين الحاجزين لما وراءهما وجد هناك قوما لهم لغة غير لغتهم، عرضوا عليه أن يعطوة مال ليبنى لهم سدا بين الجبلين يحميهم من يأجوج ومأجوج.
يأجوج ومأجوج هما قبيلتين من( نسل يافث بن نوح علية السلام).وجاء اسم يأجوج من أجيج النار دليل على شراستهم وقوتهم ومأجوج من الماء شديد الملوحة. 
 
أهم ما يميزهم كثرة عددهم ،فهم أعدادهم مهولة يخرجون على الناس يفسدون فى الأرض، ويثيروا الرعب والخوف فيهم ،فيقتلوا كل من يقابلهم، ويسرقوا خيراتهم وينهبوها، يتمتعوا بالشراسة والهمجية، يحرقون الزرع ويقتلون البشر ولا أحد يستطيع الوقوف أمامهم.
سكان هذا المكان يملكون المال فهم عرضوا على ذا القرنين خرجا حتى يخلصهم منهم،ويملكون أيضا الحل هما من طلبوا منه بناء السد ، ويملكون أيضا المعدات والبشر الذين يقومون بالبناء ،ولكنهم عاجزين عن الدفاع عن نفسهم والتصدى ليأجوج ومأجوج. 
رفض ذا القرنين أخذ المال منهم وقال ما أعطاه الله من تمكين فى الأرض خير له من الأموال، وطلب منهم العون والمشاركة فى بناء السد الذى يحميهم ويحمى جميع البشر من فساد يأجوج ومأجوج ومحاصرتهم بهذا السد للأبد وذكر لنا القرءان الكريم أن يأجوج ومأجوج سيخرجون آخر الزمان بعد أن يتمكنو من ثقب السد وتكون من علامات الساعة الكبرى 
وكانت فكرة بناء السد كالآتى.
هذة المنطقة تقع بين جبلين متوازيين بينهما فتحة كانوا يأجوج ومأجوج يدخلون منها فطلب من هؤلاء القوم إحضار (زبر الحديد)وهو الواح متساوية من الحديد،ووضعها فوق بعضها من الأساس ليساوى بين الجبلين بالطول والعرض ليرتفع السد ، وأشعل النار على الحديد حتى أصبح كله نار،ثم أسال علية النحاس المذاب حتى يتجانس الحديد مع النحاس ويصبح شديد الصلابة ومن المؤكد أن عمل مثل هذا شاق جدا وأخذ وقت طويل من الزمن ،فالسد بين جبلين من الأساس حتى قمه الجبلين، هذا غير كمية الحديد والنحاس المستخدمين،وأخذ يعمل الملك ذو القرنين وجيشة وأهل الجبلين حتى أتم بناء السد فأصبح صلب للغاية لأن الحديد والنحاس معدنان والمعادن ناعمة لهذا لم يستطيع يأجوج ومأجوج التسلق أو الصعود عليهما ولا يستطيعوا ثقيه أو هدمة ولا أن ينقبوه من أسفلة لبعد عرضة وقوته.
(قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا(٩٨))
فقال ذو القرنين أن بناء هذا السد رحمة من الله بالناس فإذا جاء وعد الله بخروج يأجوج ومأجوج  جعله دكاء مهدوما وكان وعد الله حقا .









1 تعليقات

أحدث أقدم